لتزهيد في أصول الفقه!!
للأسف لا زال البعض يزهد في هذا العلم الجليل
فهو علم أكثره غير نافع
وفيه حشو كثير
والاشتغال به مضيعة للزمن
وقد احتله المتكلون فأفسدوه
ويكفي فيه أحد أخصر المختصرات، ولو أمكن عصره بعد لكان أحسن!
ولستُ في مقام بيان فضل هذا العلم، ولكن أكتفي بسؤال واحدٍ، فخير الكلام ما قل ودل:
هبوني عالماً واحداً تضلَّع بعلم الاستنباط، وارتوى بفقه النظر قام على أحد هذه المختصرات الأصولية؟
وقد غدت اليوم هذه المختصرات من كثرتها عيية عن الحصر
وأكثرها قائم على الحذف والاختزال بحجة أن أكثر أصول الفقه فاسد أو مفسد.
فهم حصلوا خيراً ، وتركوا من ورائهم أضعافه.
أما الشروح والحواشي والردود فذاك زمنٌ ولى، له رجاله الذين قضوا
وبالمناسبة أكثر الملاحظات الوجيهة على أصول الفقه إن لم تكن كلها هي تقريباً محل اتفاق بين أهل الأصول.
ومن تقاصرت يده عن العنب فبالله عليه لا يحمِّضه علينا.
وما مثل أصول الفقه إلا كمثل كنز على رأس جبل وعر
فمن تاقت نفسه له ذلَّت نفسه إليه
وهانت في سبيله كل عقبة كؤود...
وما مثل كثير من المعاصرين وتناولهم لأصول الفقه إلا كمثل كنز على رأس جبل وعر
فلعنوا الجبل!
وتركوا الكنز!
وتعلَّلوا بالنظر إليه!
لأن الجبل فيه...
ولأن الجبل منه...
ولأن الجبل عليه...
ولذا فنصيبهم من أصول الفقه اسمه ولونه ولمعانه!
ورضوا بذلك عن حيازة جوهره ومعدنه!
فليشتروا بما حازوا لعلهم يدركوا النائل من الفائت!
وليخبروا المبتاع
عن الجبل ولعنته!
لعله يصدِّقهم فيحسب لهم الفرق
بين الكنز وصورته
وبين الدرهم وصوته
ولئن قلتُ فقد قال ابن دقيق العيد، وهو الفحل الذي لا يقدع أنفه:
"أصول الفقه يقضي ولا يقضى عليه"
__________________
قواعد البيانات البحثية، في ملتقى المذاهب الفقهية
جدول دورات الدكتور محمود النجيري في صناعة البحث العلمي