يقول عز و جل
وأوحى ربك إلى النحل أن أتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر و مما يعرشون فاسلكي سبل ربك ذللا
يخرج من بطو نها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس)
يعيش مجتمع النحل في طوائف تضم ثلاث أنواع :
الملكة - الذكور - العاملات
و من الأية الكريمة نستشف أن الله عز و جل خلق النحل ليعيش بالجبال وهي أول المراتب ويحتل المرتبة الثانية للذي يعيش
بتجاويف الأشجار اما ثالثها فهو لما عرش أي بمعنى لما دجن و أستخلصه الإنسان لنفسه و رباه.
فالملكة هي أم الجميع وهي أكبر الأفراد حجما و تعيش الملكة لمدة زمنية تقارب 7 سنوات إلا ان بعض المربيين يعمدون
إلى قتلها و تغييره كل سنتين و تنحصر وظيفتها في وضع البيض فقط وتضع الملكة حوالي 2000 بيضة /يوميا.
أما الذكور تتواجد بأعداد معتبرة قد تصل إلى 1000 فرد في الطائفة القوية و تعيش لمدة لا تتجاوز 4 أشهر على الأكثر
و تتمثل وظيفتها في عملية تلقيح الملكة.
العاملات أو الشغالات فهي أهم عنصر في الخلية وهي أصغرهم حجما و يصل أعدادها الى 5000 ألاف بالطائفة القوية
فهي التي تقوم بجميع الأعمال من تغذية لليرقات و الحراسة و جلب الرحيق و بناء الأساسات الشمعية إلى غير ذلك من الأعمال
و تعيش العاملة لمدة لا تترواح في أغلب الأحيان إلى 4 إلى 5 اسابيع وذلك لشدة الإرهاق للعمل الكبير الذي تقوم به العاملات
وتتمتلك العاملات ألة لسع تقوم من خلالها بالدفاع عن مسكنها بشراسة و بدون هوادة.
تعمل هذه الفئات كلها في تناسق تام في ما بينها مشكلة هذا النظام العام فكل واحد يعمل ويتقن في عمله بدون كللل و لا ملل.
و من العجائب حقا عند رؤية النحل يتراص في صفوف عند مدخل الخلية بشكل معاكس لصف بالنسبة للأخر فتعمل الموجدة
بالداخل على جذب الهواء الساخن في الخلية و صرفه إلى الخارج و إدخال الهواء المنعش من الخارج إلى الداخل في نفس
الوقت في عمل منسق و موحد بينها لثثبيث درجة الحرارة داخل الخلية.
و إن من المتعة حقا مشاهدة الزفاف الملكي بل إنه من أروع المناظر على الإطلاق ففي موسم الربيع و في يوم هاديء و جميل
تخرج الملكة لتحوم فوق الخلية بشكل دائري و ذلك لتتعرف على الموقع لكي تهتدي إلى طريق العودة بعد إتمام الزفاف
فتبدأ في إطلاق رائحة خاصة و رنات مغريقة تقوم من خلالها بجذب الذكور لتنطلق الملكة بشكل علوي إلى السماء و بسرعة
فائقة و تتجه ورائها الذكور و لا يتمكن منها إلا أقواهم و ذلك لتضمن الملكة نسلا قويا من ذكر قوي ومن المؤسف أن هذا القوي
يلقى مصيره بالموت الفوري بعد اللقاء لأنه و بكل بساطة يفقد عضوه الذكري بالكامل ملتصقا بالملكة.
إن للعسل ألوان مختلفة وذلك حسب الحقول أي الرحيق الذي يرتشفه النحل فالعسل الأبيض مثلا يأخذ من الزهور البيضاء
و هكذا . و أما جودة العسل فهي تختلف من منطقة لاخرى حسب الغطاء النباتي و لقد أثبتت بعض التحاليل اجريناها على
العسل أن أجود أنواعه يرتكز بالخصوص في منطقة الجنوب الغربي الجزائري و خاصة شمال ولاية بشار حول مناطق
الجبال كجبل عنتر و قروز و جبل بشار.
و لقد شاء الله عز و جل أن يخص النحلة بهذه الميزة الشفائية في عسلها و حتى في لسعها فسبحان الله خير الخاليقين.
أرجوا أنني كنت عليكم إخواني خفيف الظل و هذا شيء قليل من كثير لمن أذكره.